جهاد النكاح هو جهاد كفرة الحكام أفتاهم به الحاخام
الكاتب : أبو محمد المقدسي | |
تاريخ الإضافة: 2013-11-04 |
- بسم الله الرحمن الرحيم
س- ما هو قولكم بما نسبه الإعلام إلى
المجاهدين من فتوى تجيز ما سمي بجهاد النكاح ؟ هل لهذا المسمى أصل أو فتوى
صدرت عن أحد مرجعيات التيار السلفي الجهادي المعتبرين ؟.
ج- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فقد قال تعالى في كتابه الكريم : (( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه لعلكم تغلبون ))
، فبين سبحانه وتعالى وكشف لنا أسلوبا من أساليب الكفار في الصد عن دين
الله، وعن شريعته لعلهم يغلبون أنصارها؛ وهو تشويه دين الله والافتراء عليه
لتقبيحه في أعين الناس ليصدوهم عنه..
واللغو في الدين وشريعته يتنوع، فلكل زمان وطواغيته وكفاره وسائلهم
المتنوعه والمطوره في اللغو في الدين والجهاد، ومما ابتدعوه في هذا المجال
إلصاق الفتاوى الكاذبة المشوهة للمجاهدين ونسبتها إلى أنصار الدين، وهي
وسيلة قديمه حديثة، فلا زال أعداء أهل السنة في كل زمان ينسبون إليهم أبشع
التهم والصفات في أبواب العقيدة والفقه وغيرها، ليصدوا الناس عن عقيدة أهل
السنة والجماعة، وهذا معروف مشهور ...
وقد اطلعنا مؤخرا على ما ذكره السائل مما نسب زورا وبهتانا إلى التيار
السلفي الجهادي، وإلى المجاهدين في سوريا تحديدا، مما أسماه أعداء الجهاد
بنكاح الجهاد، وهي تسمية مخترعة مبتدعه لا أصل لها عند أهل الإسلام عموما،
وعند أهل التوحيد والجهاد خصوصا، فليس في أبجديات وقاموس التيار السلفي
الجهادي إلا نوع واحد من أنواع الجهاد ألا وهو (ضرب الرقاب) لأعداء الدين،
ورديفه ومكمله ونصيره من جهاد اللسان الذي يردف جهاد السنان، أما ما سموه
بجهاد النكاح فلم يفت أحد من مرجعيات ومشايخ هذا التيار المبارك بشيء من
هذا المسمى، وإنما هي تسمية من ابتداع علماء الضلالة، واختراع فقهاء
المارينز، ومفتيي السلاطين، ولاعقي الأحذية، روجت لها أنظمتهم وأبواقهم
الإعلامية، ألصقوها زورا وبهتانا بالمجاهدين، ولا وجود لفتوى من هذا القبيل
...
بل على العكس، فقد سئلنا من قبل عن مجرد لحاق زوجة المجاهد وأطفاله به إلى
ساحات القتال كسوريا، فنهينا أشد النهي خشية من وقوع نساء المسلمين في قبضة
الأعداء المحاربين وتسلطهم عليهم وعلى أعراضهم، فإذا كنا ننهى عن مثل هذا؛
فكيف يتخيل أو يعقل أن يجيز أحد من مشايخ التيار أو فقهاء المجاهدين أن
تسافر الفتاة المسلمة إلى مثل هذه الساحات التي يحتدم فيها القتال وتتشابك
فيها المخاطر وبغير محرم، ثم تزوج نفسها بنفسها لمن تشاء من غير ولي!
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه (لا
يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم)،
وفي الحديث الذي يرويه ابن ماجه (لا تزوج المرأة المرأة ولا تزوج المرأة
نفسها ...)، وعند البيهقي (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ).
وهذه أمور من البديهيات عند أهل الإسلام فضلا عن خواصهم من المجاهدين
الأتقياء الأنقياء، وما يناقضه من دعوة أو مسمى (جهاد النكاح) من أبطل
الباطل، ولا يمكن أن يفتي به عامي من المسلمين فضلا عن عالم ينتسب إلى هذا
التيار المبارك الذي من أهم مهماته التي يجاهد من أجلها ويُقْتَل ويَقتِل
لأجلها حفظ حرمات المسلمين وحراسة أعراضهم وحماية نسائهم وأبنائهم من عبث
الطواغيت وأنصارهم وشبيحتهم وبلطجيتهم ...
ونحن ننكر هذا المسمى (جهاد المناكحة) ونبرأ منه ونكذب ما نسبه إعلام
الطواغيت زورا وبهتانا لأهل الجهاد، ونعتقد أنه اختراع اخترعوه ليشوهوا
جهاد المجاهدين الذي أقض مضاجعهم وأرعبهم، ويخشون تجاوزه إلى حدودهم،
فيسعون إلى صد الناس عنه وتشويهه في أعينهم بكل وسيلة خسيسة أو رخيصة، وقد
قيل " وكل إناء بما فيه ينضح"، فهؤلاء الطواغيت وأزلامهم وإعلامهم الفاسد
معتادين على الفساد الأخلاقي والعهر والدعارة، ينامون ويصحون في صالات
القمار والنوادي الليلية ومواخير الزنا وشواطئ العراة وغيرها...
فهم حين يجالدون مخالفيهم تراهم يرمونهم بدائهم وبما فيهم وبما اعتادوه،
كما قيل في المثل "رمتني بدائها وانسلت" وهي سفالات اعتادوها واستساغوها
أفتاهم بها أمثال جميل حين قال :
يقولون جاهد يا جميل بغزوة أقول وهل لي غيرهن جهاد
لابل أفتاهم بجوازه أسيادهم ومشايخهم وحاخاماتهم الذين أفتوا تسبي لفني
وزيرة خارجية إسرائيل حين كانت عميلة للموساد بجواز الزنا مع من تشاء خدمة
لإسرائيل كما ذكرت في مذكراتها، وذكرت أنها طبقت هذه الفتوى على قادة
ومفاوضين عرب، فهذا هو جهاد النكاح الحقيقي عند الطواغيت وأنصارهم
وأوليائهم يتعاطونه، وهؤلاء هم مفتوه... ولأنه عندهم شيئ عادي (متعودين
عليه)، صاروا يرمون به الأطهار الأنقياء من المجاهدين الذين ما ينقمون
عليهم إلا طهرهم وجهادهم، ألم يقل أحبابهم من قوم لوط عن لوط وأهله (( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ))
فكذلك أتباع قوم لوط المعاصرين يتبعون طريقتهم من تجريم الطهر والتقوى
والعفاف وتشويهه ومحاربته، فيلصقون بأنصار الشريعة كل سوء، ويخترعون ما
أسموه كذبا وزورا (بجهاد النكاح) تشويها للجهاد وطعنا بالمجاهدين الذين هم
خلاصة أحرار وشرفاء الأمة (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) وهم يعلمون أنه ما صدر مثل هذا عن أحد من أهل الجهاد وهم منه أبرياء أنقياء ... (( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) .
وكتب أبو محمد المقدسي
سجن ام اللولو 1434هـ